الحب
ظاهرة ذات نتائج استثنائية في مجملها ، أصيلة هي في فطرة الإنسان وأساس تكوينه ،
وبها يتحرك الشعور وينطلق القلب إلى آفاق رحبة وأبعاد لا حدود لها ..
ولما
كان الإبداع هو مخالفة المألوف والشائع ، والخروج عن أنماط التفكير المألوفة في
تحقيق واستحداث لطائف خفية لم ينتبه لها السابقون ..
لما
كان كذلك لزمه مثير من نوعه ، وظواهر توافقه الطباع .. فما وجد أفضل من الحب ، له
مقيما ، وعليه مؤيدا وقنديلاً منيرا .
ولا ينبغي أن يقفز إلى ذهنك عند ذكر الحب
اقتصاره على المفهوم السائد من الارتباط بفتاة دون غيره ، فهذا من أنماط التفكير
الشائعة والذي يلزمنا في مقامنا هنا من الحديث عن الإبداع أن نشب عن الطوق في إيجاد
علاقات أخرى مبنية على الحب ..
فالحب
هنا هو ذلك الذي دفع باحثا ليواصل ليله بنهاره من أجل دراسة ما احتاجه عندما سعى
ليبدع فكرة جديدة .. فكان حب العلم غالبا
وما
كان العمل يحوي إبداعا إلا مرتبطا بالحب " اعمل ما تحب .. أو .. حب ما تعمل
" فذاك سبيل الإبداع الوحيد في العمل .
والإبداع
ينبغي أيضا تخليصه من قيود أنماط الفكر الشائعة التي جعلته مقتصرا على الاختراعات
الكبيرة والأمور المبهرة .. فهذا مفهوم قاصر ينال من قدرة من يعتقده ويصوره له كما
لو كان حلما من أحلام اليقظة غير قابل للتحقق .
ولما
كان حديثنا لأهل الإبداع ومن ينوي أن يحذو حذوهم لزم التأكيد على تخليص عقولنا من
هذه الفكرة الهدامة ، والآفة المضرة والتي تتعارض بكل صورها مع حقيقة الإبداع .
فما
كان مثل هذا الإبداع الهائل إلا تجمع لإبداعات صغيرة وأفكار بسيطة والعمل عليها
بجد حتى وصلت إليك بصورتها المبهرة وشكلها الخلاب .
ابحث
دوماً في حياتك عن الحب حتى يوصلك إلى الإبداع ..
عندما
تحب أهلك ستلتمس لطائف إبداعية لإدخال السرور عليهم وإضفاء البهجة على قلوبهم .
ويدفعك
حبك لأصدقائك للبحث في خباياهم واستكشاف طرق جديدة لإسعادهم .
وكان
حبك لوطنك وإيمانك بدينك ومحبة الله وراء سعيك الدءوب في إتقان العمل وتطعيمه بإبداعاتك
لتحقيق المصلحة العامة للأمة وتطوير ما تستطيعه وتوفيره للناس .
أخيراً .. لا إبداع دون كد واجتهاد ، ولن تكون مبدعاً إيجابياً
إلا إذا قمت بالعمل ، فالتفكير وحده لا يكفي ولا يصلح لصنع مبدع حقيقي .
دمتم مبدعين J
بقلم : د / عبدالعلى على
No comments:
Post a Comment