Friday, July 4, 2014

لماذا أعيش ؟


مع بشائر النور ومطلع هلال أعظم الشهور وقدوم السعادة مقرونة بفرحة العبادة وموسم الطاعة لا بد أن يكون لنا مع النفس وقفة نضع فيها الخطة ..

بداية لا بد أن نضع نصب أعيننا إجابة السؤال المتكرر الذى يقض مضاجع الكثيرين : لماذا نعيش ؟
ما الهدف الذى من أجله خلقنا ؟

بداهة ندرك أن الله لم يخلق شيئا عبثا ولم يأت بنا للحياة دون هدف – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا -
فإذا ما راجعنا قول الله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
وإذا ما تدبرنا فى مفهوم العبادة فى دين الله ، نجد أن الأمر لا يقتصر على مجرد أداء أركان الدين ، فمع أهميتها لتستقيم الحياة ، إلا أنها ليست هدفا لذاتها ، بل هى تأهيل للنفس وإعداد للجسد لتأدية دور ءاخر لن يستطيع أداءه إن عجز عن الإلتزام بالعبادات المفروضة ،
فالخالق القدير هو العالم بصنعته وما يصلحها .

لكن ما هو الدور الأساسى والغاية التى من أجلها خلقنا الله ؟
هذا هو السؤال الحقيقى الذى ينبغى طرحه ومناقشته
 وإجابته تنهى حالة انعدام الوزن وشعور الضياع الذى يعانيه أغلب المراهقين ممن يفتقد الهدف ,
 تائه لا يدرى لم يعيش .

وقد بين لنا الحق سبحانه هذا الدور فى قوله عز من قائل " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان "
إنها أمانة ثقيلة ومهمة ليست بيسيرة من إعمار الأرض وإصلاحها ، والقضاء على الفساد المستشرى فيها حتى لا نقع تحت الوصف القرءانى " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون "
فدور أصحاب الرسالة الحقة ممن تحملوا الأمانة الثقيلة أن يصلحوا فى الأرض ويقوموا على إعمارها ، دون تحمل هم النتيجة ، فالحساب لن يقوم على أساس النتائج ، بل يكفى السعى على طريق الحق ولو لم تصل لشئ ،
يرشدنا لذلك حديث النبى صلى الله عليه وسلم " إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها "
لو أعملنا المنطق هنا لوجدناه حديثا عجبا ،
إذ كيف بنا " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " نهتم بغرس نبتة ندرك يقينا أنها لن تنبت أبدا ؟
لكنه درس مهم لنا بأن نتائج الأفعال ليست من شأننا ، بل السير فى درب الإصلاح هو المطلوب ، والله يتولى أمر التوفيق .

إذا فالله لم يخلقنا لنعيش كما يعيش الناس ، بل جعل لكل منا دورا يناسبه وخصه به ، ينبغى على كل واحد فينا أن يبحث عنه ويبلوا نفسه ليختبر قدراته التى أودعها الله فيه ومنحه إياها ليتمكن من استغلالها فى تحقيق مراد الله كما أوضح ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله "
كلكم على ثغر من ثغور الإسلام فليحذر أحدكم أن يؤتى الإسلام من ثغره  "
لذا أنت لم تخلق لتعيش لنفسك وتكتفى بأن يكون كل دورك مجرد استمرار النسل وبقاء النوع ، فما لهذا خلقنا
بل أنت صاحب رسالة ومنبر للحق تصدع به أينما كنت وتقوم على خدمة من هم بحاجة إليك " كنتم خير أمة أخرجت للناس "
بماذا كانت هذه الخيرية وما شروطها ؟
" تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "

فأنت ما اختارك الله وبث فيك من روحه لتعيش لنفسك ، أو تبقى لمجرد أنك حى تقوم بوظائفك الحيوية ، ويبقى منتهى أملك أن توفر لنفسك حياة بها مستلذاتك ، وتنسى هدفك .

أنت إنما خلقت لتصلح وتعمر .. فماذا أديت فى ذلك ؟

ليكن لك دور حافظ على بقائه واضحا ومحددا فى حياتك ، حتى لا تصل لمرحلة الضياع التام المنبنى على فقدان الهدف ، وإن كنت تملك أهدافا ، لكنها لا تحقق ذاتك .

احرص على أن يكون لك دور مجتمعى فى الخدمة العامة ومساعدة المحتاجين .
تأكد من انتطامك فى القيام بعمل تطوعى تخدم به الفقراء أو تساهم فى اصلاح وإعمار شريحة تقع فى دائرتك .

ضع هدفك نصب عينيك , وابحث دوما عما يحققه لك من خلال خطوات تضعك على الطريق وتنير حياتك بنور اليقين وتثبتك .

رمضان فرصة عظيمة لمراجعة النفس وإعادة الحسابات .
جدد نيتك واعرف طريقك وضع خطتك .

يمكنك رؤية المقال ومتابعة المزيد بمجلة ببساطة على الرابط التالى : 
http://www.elmarakby.net/BeBasataMag/issue/Vol_005.pdf


No comments:

Post a Comment