ظاهرة التسويف والتأجيل

نلاحظ كثيرا ظاهرة التأجيل والتسويف فى المواعيد وفى

 مهمات يلزمنا القيام بها ومن واقع البحث والمشاهدات تبين أن هناك أسباب كثيرة تكمن وراء هذه العادة السيئة  ويمكن القول أن هناك سبب أو أكثر وراء هذه العادة فى الشخص الواحد يمكن تلخيصها فيما يلى :

 التفاؤل الكاذب وخداع النفس حيث نرى الأمور كما نود أن تكون ونقوم بإقناع أنفسنا أن كل شئ سيكون على ما يرام وليست الحقيقة كذلك ، ومن ثم يحدث التأجيل على زعم أن الامور ستتحسن دون السعى فى اسباب التحسن .

ومنها : الإستمتاع بالهلع وإدارة الأزمة حيث نضع أنفسنا بسبب التأجيل فى الموقف الصعب وحينئذ يحدث المؤجل فورة عارمة ومفاجئة من العمل والنشاط والسهر يحتفل بعدها بقدرته على الخروج من الأزمة.

 وهذا الشخص تجده يقنع نفسه بانه لا يستطيع العمل دون ضغط ويستمتع كثيرا بقدرته على الخروج من الازمة ( وغالبا ما يخرج منها ) فهو شخص مغامر بطبعه لكنه يرهق من حوله كثيرا ويسبب لهم ضغط نفسى شديد اثناء الازمة .

ومن الأسباب الأخرى وراء عادة التأجيل والمماطلة : الحاجة إلى إرضاء الغير  الأمر الذى يجعلنا نتولى أعمالا أكثر مما نستطيع القيام بها فيحدث تراكم للأعمال يصعب معه إن لم يستحيل الوفاء بأدائها جميعا

ومنها : الإعتقاد بالافتقار إلى المهارة أو المعرفة اللازمة لأداء المهمة التى ألزمنا بأدائها بغض النظر عن ماهية الالزام . هنا نلجأ للتسويف والتأجيل على فرض أننا سنحصل على المعرفة اللازمة بعد لَأى من الزمن . وغالبا لا نسعى فى طرق تحصيلها بل نكتفى بالأمل دون العمل .

 ويكون سبب المشكلة هنا عدم القدرة على مواجهة الواقع .

 والحل ببساطة يكون بمحاولة أداء المهمة بالقدر المتاح من الإمكانات مع الوضع فى الإعتبار احتمالات الفشل أو الإعتذار عن المهمة تماما مهما كلف ذلك ، لأن وقعه

سيكون أخف كثيرا من المماطلة ثم التسليم فى النهاية بالعجز

وهذا السبب الأخير غالبا ما يظهر فى الأشخاص فاقدى الثقة بأنفسهم الذين يعلقون سعادتهم برضا الآخرين عنهم والذى أبدا لن يحصلوه .

وتكون المهمة غالبا فى حدود إمكانياتهم إلا أن الخوف من الفشل يجعلهم يتجنبون القيام بالمهمة . الأمر الذى يجعل مشكلتهم تقع على بعدين مختلفين لكن مترابطين . حيث أن  الخوف من الفشل فى ذاته يعتبر سببا من أسباب التأجيل والتسويف فى المواعيد

كذلك من هذه الأسباب : الملل ! وغالبا يكون فى الأعمال المتكررة مثل تنظيف غرفتك الخاصة أو نشر الغسيل وذلك لأن مستوى التشويق أو التحدى فى هذه الأعمال عند الصفر . والحل يكون بوضع قائمة بالأشياء المملة المطلوب انجازها والبدأ فى تنفيذها فورا مع شطب كل خانة تقوم بتنفيذها لإضفاء صبغة التحدى على الأمر ومكافأة الشعور بإنجاز وإتمام أمر ما

هذه بعض الأسباب وعلاجها وإن كانت الأسباب أكبر من مجرد حصرها فى هذه النقاط البسيطة ، لكن هذه أشهر الأسباب المنتشرة كما أراها

وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى وأبعد عنا العجز والكسل وعلمنا ما ينفعنا .

بقلم

د / عبدالعلى على إسماعيل