Tuesday, July 1, 2014

كيف تختار شريك حياتك ؟؟



سؤال لطالما راود أذهان أغلب الشباب ممن يرغب فى تكوين أسرة والعثور على زوجة صالحة ، وربما كان عدم وضوح معايير
 الاختيار الصحيح سبب فى تردد الكثير من الشباب وإحجامهم عن الاستمرار فى مشروع الزواج ، لعدم التوافق وسوء الاختيار من البداية..


ولذا سنحاول إلقاء الضوء على بضعة معايير أساسية فى اختيار شريكة الحياة ، ووضع الأسس والثوابت التى يلزم مراعاتها فى الاختيار ، كما سنتعرض لبعض المسائل الشائكة والأسئلة الحائرة التى تنتشر على ألسنة كثير من الشباب .

فبداية الطريق تبدأ من المعيار الأساسى الذى حدده النبى صلى الله عليه وسلم ووضحه فى الحديث الشريف " فاظفر بذات الدين تربت يداك "

لكن تحديد أمر الدين هو ما يحتاج لتفصيل ، ويلزمه معايير واضحة يمكن من خلالهاتحديد درجة الدين ، ولعل من أهمها :

1-التزام الفتاة بأداء أركان الإسلام من صلاة وزكاة وصوم ، وعدم تقصيرها فى ذلك .
وهذا أمر أساسى لن تستقيم لك حياة مع فتاة فرطت فى حق الله ، ولم تلتزم بأمره الذى شدد على وجوبه ،
وهو شرط أساسى ومحدد لازم ، لا قيمة لكل ما سنذكر من معايير أخرى إن لم يتوفر هذا الثابت ،
فإذا لم تكن تصلى فلا خير فيها ، والأفضل لك أن تبتعد فورا ، فلن تكون لك زوجة صالحة قط .

2- ومن أهم معايير تقييم درجة الدين : الاطلاع على خلق الفتاة ، فهناك أخلاق أساسية هى أبرز ما فى الأنثى وأجمل ما فيها ، على رأسها : الحياء وما يترتب عليه من عفة وصون للعرض ، النظافة وما يستتبعها من جمال وذوق ورقى ، الحنان وما يضمنه من اهتمام صادق ومشاركة حقيقية ورعاية وأمومة متفجرة تغدقها على أولادها وأولادك بالتبعية ،
كما لا يمكن اغفال أخلاق أخرى لن تستقيم الحياة بدونها ، من التزام الصدق والأمانة والبعد التام عن الكذب .
وهذه الأخلاق لا يمكن التأكد منها إلا من سؤال المقربين والملاصقين للفتاة .

3- العلم والثقافة : وهو أمر حيوى غاية فى الأهمية ، فالدين والأخلاق يتناسبان طرديا مع مقدار العلم وبخاصة العلم الشرعى من حفظ لكتاب الله وإلمام بالفقه وأحكام الدين والعقيدة الصحيحة ،
وكذا سائر العلوم والمعارف مهمة ومطلوبة ، لما يترتب عليها من فهم ناضج للحياة وتفتح العقل والإدراك والذكاء ، والإبداع فى تحصيل الهدف .
" إنما يخشى الله من عباده العلماء "
ومسألة العلم تقديرية نسبية ، وينبغى فيها أيضا مراعاة الكفاءة والتقارب ، حتى يحصل التوافق والتواؤم بين الفكرين ، ويسهل الاتفاق وتتشابه اللغة وطريقة الحديث وعرض الأمور .

وهذه يمكن تحديدها من المؤهل الدراسى ، بالإضافة للتعرف على نوع القراءات المفضلة، وطريقة التعليم المكتسب الذاتى غير الأكاديمى .

4- مسألة شائكة نذكرها فى معرض حديثنا عن الدين ، وهى رغم وضوحها إلا أنها ذات تشعب وتفصيل ليس بيسير ، ألا وهى قضية زى الفتاة وطريقة لبسها .
ورغم أن حكم الدين وطريقة الحجاب الشرعى معلومة معروفة لأغلب الناس ، إلا أنه من الملاحظ أن ظاهرة التبرج فى المجتمع عمت به البلوى ، وأصبح فتنة أصابت أغلب البيوت المسلمة .
ومن المعلوم أن العرف والبيئة لهما التأثير الأكبر والقوة الراغمة فى توجيه الفتاة فى اختيار ملبسها ،
ومع الوقت تعتاد الفتاة على طريقة لبس معينة يصعب عليها تغييرها ، وتجد عنتا فى التخلى عن أناقتها ومظهرها الفاتن التى اعتادته ، كمثل الحرج والصعوبة التى يعانى منها من يرغب فى اطلاق لحيته  ،فالأمر ليس بهين كما يظن البعض ويحتاج إرادة قوية وعزم أكيد لتحقيق التغييرالمطلوب .
وهذا مما يجعل الحكم على دين الفتاة من زيها فقط يعد من العبث وضعف الإدراك للواقع المعاصر .

 -أفسر انتشار التبرج بهذا ولا أبرره ، وأذكر أسباب الظاهرة ولا ألتمس العذر لمن ترتكب هذا الذنب العظيم الذى يعد من الكبائر -

فجعل الزى هو المعيار الأساسى للإختيار لا أراه صائبا على طول الخط ، بل أراه يأتى فى المرحلة المتأخرة فى تحديد أمر الدين فى زمن الفتن هذا ،
لكن يبقى بالطبع أولوية الاختيار للفتاة المحتشمة إذا تساوت المعايير السابقة .

ولعل هذه المعايير الأربعة هى الأساسية فى تحديد أمر الدين ،
لكن هناك معايير أخرى وأمور هامة ينبغى وضعها فى الاعتبار ، ولعل من أبرزها :

مسألة عمل المرأة ، وهى أيضا مسألة خلافية شائكة بين جملة الشباب ما بين مؤيد ومعارض، وينبغى أن يكون الشاب محددا فى ذلك بطريق قطعية من قبل البدء فى مشروعه حتى لايترتب على ذلك خلافات قد لا تنتهى إن لم يتم حسم الأمر من البداية .
فمن مؤيد للعمل مع التزام الضوابط للقيام بواجب مجتمعى لا يمكن لسواها أن تقوم بهمن تطبيب وتمريض للنساء وتعليم للأطفال وغير ذلك من أعمال أساسية دور المرأة فيهالا يمكن التخلى عنه ، ولكى تكون على اتصال بالمجتمع من حولها لتعرف مواضع الخلل وتراعيها فى تربيتها لأولادها ،
أو بين معارض لعملها صيانة لها عن الاختلاط وما قد يصيبها من حرج وخدش للحياء منمناظر وألفاظ بذيئة ونابية تنتشر فى الشوارع وتعتبر ءافة فى مجتمعنا ، وتفريغا لها لمباشرة دورها الأساسى من تنشئة جيل وتربيته تربية سليمة .

وهذا هو التصور الوحيد الذى أراه مقبولا ، أما النظر لعمل المرأة كونهوسيلة للدخل والمساهمة فى المصاريف فأره مرفوضا تماما ، إذ أن النفقة كاملة على الرجل وليس على المرأة أن تنفق قرشا فى البيت ، بل هو خالص مالها تنفقه كيف تشاء ،وعلى الرجل النفقة ، إذ هو أصل فى تحقيق قوامته ورجولته " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "
فالإنفاق شرط لازم وحق أكيد للمرأة على الرجل .

- ومن الأمور الهامة التى ينبغى ملاحظتها : طبيعة البيئة المحيطة بالفتاة والجوالأسرى بالمنزل ، وطبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة وصاحب القرار بالمنزل ، فتلك أمور قد تبدو بسيطة لكن يتحدد عليها أمور كثيرة ،
فمن المعروف أن الزواج لا يحدث بين رجل وامرأة فحسب ، بل تحدث المصاهرة بين أسرتين، وتندمج عائلتين من خلال هذا الرباط المقدس ، فالتوافق والتآلف بين الأسرتين مهم ومطلوب ،
كما أن معرفة صاحب القرار بالمنزل يحدد فى الغالب طبيعة الفتاة ودرجة انقيادها وطاعتها لزوجها ،
فإذا كانت الأم هى صاحبة القرار ، يلاحظ كون الفتاة متسلطة تحب أن تكون صاحبة القرار ويتم تنفيذ رأيها وطاعة أوامرها .
ليست هذه قاعدة بالطبع ، لكنها ملاحظة يلزم التحرى عنها واعتبارها فى الاختيار ،
فما من رجل سوى يحب المرأة المستقوية أو يقبل أن تنازعه الكلمة وتفرض عليه سيطرتها.

ولعل أيضا من المسائل الشائكة التى تمثل حاجزا نفسيا شديد الصعوبة لدى الشباب وتثير لديهم الشكوك ، ما شاع من انتشار العلاقات المحرمة بين الشباب والبنات بالجامعات وعبر شبكات الاتصالات والتواصل الاجتماعى من تفشى الحب المحرم والتعدى على عذرية القلب وربما تجاوزته ،
الأمر الذى يعد ظاهرة فى غاية السوء ، وأذهبت الثقة من الشباب بأغلب البنات ، ومثل عقدة لا تحل بسهولة من قلوب الشباب .

ولعل خلاصة القول فى ذلك ألا تشدد البحث عن ماضى الفتاة ، فما دام حاضرها طيب ،فلا غضاضة من التغافل عن طيش فى مرحلة المراهقة أو نزوة فى لحظة ضعف ، قد لا تكون قد سلمت من مثلها أنت ،
وكما تغير حالك وتبت إلى الله ، فلربما هى أفضل حالا منك وتقبل الله توبتها وأحسن عملها .

- ولم يكن الجمال من ضمن المعايير الرئيسية فى قائمة الاختيار ، إذ يكفى فى ذلك توفر الحد الأدنى من القبول الشكلى ، فجمال الأخلاق وبقاء الفطرة النقية هو مايتبقى ويثمر ويزهر ، وعليه المقياس

- ولا يفوتنى أن أذكر سببا هاما لاختيار شريكة الحياة الصالحة : من الدعاء والابتهال إلى الله تعالى والتضرع إليه أن يرزقك بالزوجة الصالحة ، فهى نعمة عظيمة لا يوفق إليها إلا من وفقه الله ، وهى رزق وقضاء مقدر لا يتغير إلا بالدعاء ، فلاتشغلنكم الأسباب عن رب الأسباب ومقسم الأرزاق .

وفى النهاية لا يسعنى إلا أن أذكر قول الله تعالى " الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات "

فأرى الله من نفسك خيرا يرزقك الخير كله ويوفقك إلى اختيار صائب وزوجة صالحة مباركة تكون لك عونا على الحياة وتكمل لك دينك وتملأ عليك حياتك .
واسع جاهدا أن تحقق أنت أولا معايير اختيار الزوج الصالح من خلق ودين قويم ، فليس اختيار الفتاة لك وموافقتها على الاقتران بك بأقل أهمية فى قياس معيار الدين .

بقلم د / عبدالعلى على إسماعيل
يمكنك قراءة المقال بإخراج جميل بمجلة ببساطة على اللينك التالى  http://www.elmarakby.net/BeBasataMag/issue/Vol_004.pdf



No comments:

Post a Comment